Monday, November 13, 2006

أحبُّك



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛


أخى (أختى) الكريم قبل أن تقرأ هذه الخاطرة أرجو أن تأخذ دقيقة قبل أن تبدأ فى القراءة و أن توفر حولك جواً هادئا مناسباً يساعدك على التأثر، إن كنت تسمع شيئاً أرجو أن توقفه حتى تنتهى من القراءة، و يا حبذا إن استغفرت بضع مراتٍ قبل البدء، و كلما كنت خاليا كلما كانت الاستفادة. معذرة لهذه البداية و أرجو من الله أن تنال هذه الخاطرة إعجابكم.أحبكم.




قام متجها إلى نافذة الغرفة، آخذا نفسا عميقا من نسيم السحَر، فنظر إلى السماء نظرة عميقة، و تأمل سحرَ النجوم و القمرْ، ثم أطلق زفرة كانت تملأ صدرَه، " آآآآآآآآه " خرجت منه فى ألم، اقشعر لها جلده، خفق لها قلبه، ثم همس فى شجن " أحبُّك "، و حينها سالت عَبْرةٌ دافئةٌ على خده الأيمن، كم مضى وقتٌ طويلٌ دونما يتذوق هذه اللذة، لذةَ القربِ من الله، لذةَ التوبة، لذةَ حبِّهِ لله، حبُّه لله الذى ملأ صدرَه، فغسله من الذنوب، فصار أشد بياضاً من اللبن المُصَفَّى، " كم اشتقت إليك "...رباه ما كل هذا الذى يملأه، كم سعى باحثاً عن السعادةِ فى أماكنَ شتى، فما وجد بُغْيَتَه، حتى هذه اللحظة، حينما سالت العَبْرَة، شعرَ بشعورٍ غريبٍ ينتابه، فما درى أنه حبُّ الله، الذى طالما كان فى قلبِه، إلا أنه كان يدفن نبتَتَه بمعصيتِه...دونما يدرى، و أخذ يردد بصوتٍ يملأه الحب، يملأه الندم و الشوق معاُ

يكفى ما فينى كفى **** مل قلبى من العنا
مل ما به من ذنوب **** مل مما قد عصى
قد بكى فى ذلةٍ **** نادماً مما جنى

و ارتجى يوماً يتوب **** فاستفاض من البكا
خاشعاً فى شكوه ****هتف الله الرجا
أسلم الأمرَ إليه **** مد راحات الدعا
نادى يا رب السما **** عبدك العاصى أتى
قد رأى ذاك الضيا **** ومضة وسط العما

أسرع القلبُ إليه **** و استقا من السُّقا
عرف النورَ فما **** بعدها طاق الدجى
راح للنهر السليب **** و احتوى فيه التقى
ربى هذا العهدُ لك **** عزمَ القلبُ الوفا
توبتى يا ربى لك **** أرتجى فيها النجاة

و ما أن انتهى من تلك الأبيات حتى وجد نفسه ساجداً، يبكى لا ليس هذا ببكاء، إنما ينتحب، كما الطفل الصغير، ما أجمل هذه اللحظة، و راح يناجى ربَّه "يا من ترانى و لا أراك و تسمعنى و لا أسمعك و تحبنى و أحبك...أتوب إليك فتب علىّ، حنانيك حنانيك، أيُعذِّب الحبيبُ حبيبَه؟ حاشاك ربى أن تُعَذُّبَ من يحبَُك...و أنا أحبَُك"

و اشتد البكاء، و علا النحيب، فإذا بالروح تسمو، و اطمأن القلب، و عرف معنى القرب حينما ذاق لذته، و معنى الطاعة حينما استشعر حلاوتها، الله الله بهذه المعانى و هذه المشاعر، و أحس و كأنه قد وُلِدَ من جديد، فقام من سجدته و تنهد، و أمضى ليله من بعدها، يركع و يسجد.

كم منا يا أحبتى يفتقد تلك العَبَرات؟ كم منا اشتاق ليعرف حقاً معنى السعادة؟ معنى القرب؟ معنى الحب؟ معان كثيرة نفتقدها، أو نوهم أنفسنا أننا نعيشها، و لكن شَتَّانَ شَتَّانَ ما بين السعادة المادية - لا أعنى النقود و لكن أعنى كل ما هو ملموس - و بين السعادة الروحيَّة، و ليس من رأى كمن سمع، و ليس من عاش و حس كمن رأى، فلنأخذ العهد الآن مع الله أن نتوب و نرجع إليه مهما طال بنا الزمان.



ملحوظة : هذه الأبيات ليست لى و لا أذكر الشاعر و لكنها نشيد للمنشدين إبراهيم السعيد و أحمد الهاجرى لتحميل النشيد الرجاء الضغط على الرابط التالى يكفى ما فينى

No comments: