Wednesday, March 14, 2007

كلمات مبعثرة


حينما يعتصر القلب ألما...حينما تدمع العيون، و تلهج الألسنة بالدعاء، فيعلوا صوت الدعاء حتى يكاد يحطم سجن السجان، حينما تذوق طعم الظلم، يثور عندها البركان، يصحو بداخلك الإنسان، و يحطم كل القيود التى طالما قيدتك، تشعر بطاقة غريبة تسرى بداخلك، تشعر بقوة خارقة تملكها، فتتكلم أو تكتب أو تصرخ أو أو أو...، و مسكين هو الظالم ظن أنه بهذا ستخور قواك، ستذل و تنكسر، ستجثو على ركبتيك راجيا منه الرحمة، و ما عرف و ما درى أنه قد حطم قيودك، أنه ساعدك بدلا من أن يضرك، أنه ربى – دونما يدرى – جيلا من الشباب و الأطفال و النساء المجاهدين، جيلا ما عاد يعرف معنى الخوف، جيلا نشأ ليحرر، ليهدم قصور الظلم، مسكين هو ذاك الظالم.

عهد أعاهد الله عليه، أنى سائر على هذا الدرب مهما كان، مهما علا و تجبر، مهما طغى و تكبر، مهما فجر و أفسد، فليسلب منى أموالى، فإن غناى فى إسلامى، فليسجن إن شاء جسدى، فإن حريتى فى فكرى، فليريق إن أراد دمى، فإنى نذرت لله دمى، بعت له روحى قبل مالى، عسى الله أن يقبلنى. أما هو فلا أدرى لمن باع نفسه؟؟!! و لمن باع أرضه و وطنه؟؟!! لطالما تساءلت بماذا سيجيب الله يوم القيامة عندما يسأله – جل و علا- عن دموع الأطفال؟؟ عن حرمات البيوت؟؟ عن الأموال التى سرقها؟؟ عن محاربته لدين الله؟؟ فسرعان ما أعود لأجيب على نفسى أنه ما عاد عبدا لله و إنما عبد لهواه، و شتان شتان ما بين هذا و ذاك.

إليكم يا من اختاركم الله من بيننا لتعلوا درجاتكم، لتتضاعف حسناتكم، إليكم يا من وقفتم وراء السجون أسدا غضابا تزأر فى وجه الطغاة، إليكم يا من أحببتهم فى الله حبا لا تسعفنى الكلمات فى وصفه، إليكم يا من اصطفاكم الله لتدفعوا ثمن مسيرة دعوتنا، و الله إنكم لأعز قومنا و لو سجنوكم، و الله إنكم لأشرف الشرفاء و إن سلبوكم أموالكم، ثبتكم الله أحبتى، "و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم صادقين". إليكم جميعا، أهديكم أصدق الدعوات، و أجل التحيات، يا من علمتونا كيف تكون التضحيات.