Wednesday, December 27, 2006

مجرد تساؤل



أبحث فى أعماقى عن نفسى، عن ذاتى، أتساءل من أنا؟ أبحث و أُجِدُّ فى البحث، فلا أدرى من أنا؟ أتعثر فأحاول القيام، فأتعثر مرة أخرى حتى أنجح فأقوم و أنفض الغبار لأكمل مسيرة البحث، و لكنى لم أجد الإجابة إلى الآن! كم هو مؤلم ألا يعلم الإنسان من هو، لا أعنى بالمعنى المَرَضى، و لكن أعنى بالمعنى النفسى، فلطالما وجدت من يجهلون من هم، و لكنهم لا يعبَأون بأن يعرفوا! كيف يعيش الإنسان إن كان لا يدرى من هو؟

أضحك تارةً و أبكى أخرى، أتحدث حيناً و أصمت أحيانا، فالصمت بلاغ فى بعض الأوقات، أناجى ربى، أحاكى القمر و النجوم، أسائل نسمات الهواء، أحاور دمعتى، تُرى من أكون؟ و تبقى روحى تُطَمئِنُنِى، أنى سأجد بغيتى، سأعرف من أنا فى يوم يرسم فيه القلبُ بسمتى، و يشهد الكونُ فرحتى، و لكن لا تتعجلْ، فكلٌ فى موعده يأتى!

أعلم عن نفسى قليلاً، و أجهل عنها كثيراً، كم وددت لو أن بمقدرتى أن أنادينى، فتجيبنى نفسى لا غيرها، أو قل أرد أنا علىّ أنا، و أخبرنى من أنا! أرد أنا و أكشف أسرار نفسى لنفسى، فأرى خباياها، فأعلم قدراتى و مهاراتى، و أرى لأول مرة صورتى! فكلنا ينظر لنفسه فى المرآة، فيبصر قناعَه الذى هو ظاهر للناس، و لكن لا يدرك ما وراء هذا القناع إلا القليل القليل، فمن منا يرى نفسه على حقيقتها فى مرآة الحياة؟

قد يُدهش البعضُ لحيرتى، و لكن ماذا عنك أنت أيها المُندهش لحالى؟ أتُراك تعرف –حقيقةً- من أنت؟ و ماذا تريد؟ و أعنى بسؤالى الدنيا، و لا أقصد الآخرة، فكلنا يريد الآخرة، يريد الفردوس الأعلى، و يتمنى رضا المولى، و لكنى أتحدث هنا عن الذات، ذاتك أنت، التى تسكن ضلوعك، و خلجات صدرك، فكم منا يعي و يعرف حقاً من هو؟ و ما هى حقيقة قُدُراته؟ من منا يعرف رسالته فى الحياة؟ سأعاود القول: القليلُ القليلُ.

ابْحثْ عن نفسك، تعرف ما الذى يجب عليك فعله، تعلم دورك فى هذه الدنيا، ترى ما حباك الله من إمكانيات و لكنها كانت تتخفى منك داخلك، تنتظرك أن تشعر بوجودها، فتتلمسها، و تطوعها، و لكن للأسف فعنها –أنت- قد غفلتَ! إذا عرفتَ من أنت، فإنك قد حققت أكبر إنجازٍ فى حياتك، لأن عن طريقها – نفسك- ستفعل الكثيرَ و الكثيرَ، بل و أكثرَ مما كنت تحلم بتحقيقه، ببساطة ستكتشف المارد الذى بداخلك! و لكن لن يتحقق كل هذا إلا بشرط: إن أنت صدقت! صدقتَ النيةَ و العملَ معاً، فإياك و الأوهام، و كثيرة ما هى فى هذه الأيام، فامض يا رعاك الله، و اكتشف ذاتَك حتى تفوز بنعيم الدنيا و عظيم نعيم الآخرة.

Thursday, December 14, 2006

ضريبة الحق




تبدأ القصة من زمن طويل، قصة يملؤها البطولة و التضحية، تملؤها الإيمان و تعيشها أرواح تحمل قضية، قضية الإسلام، قضية الأمة بأكملها. هم أناس توضأت قلوبهم قبل أيديهم، و نذروا ما منحهم الله من الحياة فى سبيل دعوته و سبيل حمل رسالته إلى العالمين. ومنذ أن تكونت جماعة الإخوان المسلمون، و إلى يومنا هذا و الاعتقالات و الملاحقات لا تنقطع و آخرها الخميس 14/12/2006.

بدأت حملة الاعتقالات فى فجر ذلك الخميس، اعتقال رجالا أحسبهم أنهم من أشرف رجالات مصر إن لم يكونوا أشرفهم و لا أزكى على الله أحدا، فبمجرد أن تنظر إلى وجوههم تشعر براحة قلبية غريبة، تشعر بالحب يتدفق منهم إليك، يظنون - أمن الدولة - أن هذه الاعتقالات تضعف عزائمنا، و تجعلنا نتراجع خوفا من الاعتقال، طمعاً فى العيش الهادئ الرغيد، كلا و الله ما تزيدنا إلا إيماناً و تثبيتاً، إلا يقيناً أننا على الدرب القويم، و هل كان درب النبى - عليه أفضل صلاة و أتم تسليم - إلا مليئا بالمحن و الابتلاءات؟ و الصبر و المعاناة؟ هو هو ذاك الدرب، فكما أخبرنا - صلى لله عليه و سلم - " حُفَّت الجنة بالمكاره و حُفَّت النار بالشهوات " أو كما قال صلى الله عليه و سلم.

حقيقة هناك خمس رسائل لخمس فئات من الناس:

أولا إلى الإخوان المعتقلين:

أحبتى، اثبتوا و اعلموا أننا ما بايعنا الله على أن نسلك هذا الطريق إلا و قد علمنا أنه مملوء بالأشواك و المحن، فلا تجزعوا، فإنما هذه هى ضريبة صدقكم و إيمانكم، فأخلصوا نياتكم تُرفَع درجاتكم و تفوزوا برضا ربكم، و ليكن سجنكم خلوة فإنما، المحبوس من حُبِسَ عن ربه، و الأسير من أسره هواه كما قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية و الغريب أنه كان مسجونا فى مصر أيضاً!، و أذكركم و نفسى بالآية الكريمة " و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم صادقين . إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون... " صدق الله العظيم. و لا تنشغلوا بأمور أهليكم و دنياكم و تذكروا قول سيدنا أبو بكر " تركت لهم الله و رسوله " فأوكلوا أمرهم إلى الله، فالله لن يضيعهم و هو خير حافظا، و هو السميع البصير.

ثانيا إلى أهالى الإخوان المعتقلين:
بوركتم و أنزل الله عليكم سكينتَه و ثبتكم و ألهمكم الصبر الجميل، و لكم أن تفخروا أن لكم أزواجاً أو آباءًا أو أبناءًا مثل هؤلاء الرجال فهم و الله يدفعون الثمن لنكمل نحن السير فى نفس الطريق، فاحتسبوا الأجر و المثوبة عند الله تعالى، و أذكر هنا قول الإمام الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله " لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد، ولا زال في الوقت متسع، ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفاً طوال حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ) [القصص5-6]. " قلوبنا معكم و تسبقها دعوات الأسحار.

ثالثا إلى ما يسمى بأمن الدولة:

أبدأ رسالتى بالدعاء لكم بالهداية فإن لم تكن مكتوبة لكم فلعنة الله على الظالمين، اعملوا ما شئتم أن تعملوا، فوالله إنا على استعداد أن نموت فى سبيل إعلاء كلمة الإسلام، و لن تنالوا ما تريدون، فلن نضعف و لن نستكين، قد عاهدنا الله سبحانه و تعالى و لا نبدل أبداً و لا نخون إن شاء الله، فى طريقنا ماضون، و ما تزيدوننا إلا يقيناً أننا على الحق، و الله سيحكم بيننا يوم القيامة و هو خير الحاكمين.

رابعا إلى عموم الشعب الإخوانى:

حياكم الله أحبتى، و اعلموا أننا فى يوم من الأيام سنكون مكانهم، فالهجوا لهم بالدعوات و سارعوا بتفقد أحوال أهلهم و مساعدتهم، و اعلموا أنهم يُضَحُّون كى نَنْعم نحن بالأمن، فشكر النعمة من جنسها، فقد حباكم الله أن تكونوا من هذه الفئة العظيمة، فاعملوا على نشر الفكرة و الدعوة إليها، و ما دعوتنا سوى أنها الإسلام؟ فوَفُّوا إخوانكم حقوقَهم و تذكروا أن الراحة الحقيقية فى الآخرة.

و أخيراً و ليس آخراً إلى شعب مصر الحبيب:

أود أن أخبركم أننا نحبكم أكثر مما نحب نفوسَنا، فنحن نضحى كى تنعموا بالحرية التى سُلِبَت منا، فلا تركنوا إلى السكوت و لا تخضعوا للذل، و تعرفوا إلى دعوتنا و فكرتنا، و لا تنخدعوا بما يحاك لها ليل نهار فى شتى وسائل الإعلام، و أقل القليل ألا تنسونا من صالح دعواتكم.

و السؤال الذى يفرض نفسه الآن أين الإصلاح الذى يتغنى به النظام؟ و أين الحرية التى لا زال يحدثنا عنها ليل نهار؟ أم أن مفهوم الحرية عنده غير السائد فى مجتمعنا؟ أين...أين...أسئلة لا تنتهى و لكن أظن أن جميعنا يعلم الإجابة و لكن من منا يستطيع أن يبوح بما فى صدره؟!

Friday, December 08, 2006

كلمة من قلبى




شكرا يا أمى
كلمة بقولها من كل قلبى
علمتينى و كبرتينى
لحد أما بقيت أغنى

أغنى باسمك يا أمى
فى كل مكان و فى كل مطرح
بأغنى باسمك يا أمى
كل ما اشوف الثمرة بتطرح

وشك زى البدر و هو كامل
على طول متفائل مش متشائم
تفهمى سؤالى بنظرة كأنك انت السائل
و تطبطبى على و تبوسينى و أنا نايم

يا سلام لما كنت بتاخدينى فى حضنك
و لما كنت تدفينى بقلبك
و تغطينى بعطفك
و تضمينى بحبك

ازاى أشكرك على كل جودك؟
ازاى أشكر حضنك و ضلوعك؟
ازاى أشكرك غير انى أغنيلك
ازاى أشكرك غير انى أبوس ايدك؟

شكراً يا أمى...كلمة بقوها من كل قلبى

أحد كتاباتى و أنا فى السادسة عشر من عمرى :) .

بحر المشاعر



بحر المشاعر، كم جميل ذلك التعبير، ففيها - المشاعر - الجميل، و بها نتلذذ، و فيها المرير، و بها نتألم، فتارة نستمتع و تارة نتألم، و تارة الاثنين معا! أحب السعادة و أكره الحزن، و أبحر فى بحر المشاعر، وحدى حيث لا أحد، أنا و المشاعر فقط، نتكلم، نضحك، نتعارك، نتألم، تداوينى مرة، و تجرحنى أخرى، و تنبهنى ثالثة، و تستوقفنى رابعة.


تتخالط المشاعر ما بين فرح و حزن، فلا أدرى ما شعورى الآن، أتوه فى ربوع المشاعر، و أغرق فى بحرها، أتلمس الضياء، أتلمس قلبا يضمنى إليه، قلبا يداوى جراحى، يمسح دمعاتى، يزيد فرحاتى، قلبا يصير هو و قلبى قلبا واحدا، يتبسم لبسمتى، و يفهمنى من نظرتى، يعين نفسى على الطريق، يرينى العالم من زاوية أخرى، لا أدرى لم كل هذه الحيرة؟ كل هذا الشوق؟ بحثت عنه فترة و توقفت، لا أدرى أآن الأوان لأبدأ البحث مرة أخرى أم لا؟ ربما و ربما لا، ترى أتساءل أين أنت أيها القلب؟ أتبحث أنت أيضا عنى؟ أم أنك تنتظرنى أن أجدك؟ أم أنك تراقب و لا تدرى أنك أنت هذا القلب؟ أتحمل بين طياتك مثل تلك المشاعر؟ أتشتاق إلى اللقاء كما يشتاق قلبى؟ أترسم صورة الحياة معى كما يرسمها قلبى معك؟ تساؤلات كثيرة، لا تزيدنى إلا حيرة! ترى أين أنتِ أيها القلب؟